ما هو الفسفور الأبيض الذي تتهم ”هيومن رايتس ووتش“ إسرائيل باستخدامه في غزة و جنوب لبنان ؟

ما هو الفسفور الأبيض الذي تتهم ”هيومن رايتس ووتش“ إسرائيل باستخدامه في غزة و جنوب لبنان ؟
نشرت منظمة ”هيومن رايتس ووتش“ غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان تقريرا يوم الخميس قالت فيه إنها تحققت من مقاطع فيديو التقطت يومي الثلاثاء والأربعاء في لبنان وغزة، تظهر استخدام الجيش الإسرائيلي لقنابل الفسفور الأبيض، في حين أن استخدامها محظور بشكل صارم ضد السكان المدنيين، بموجب القانون الدولي.

ويتسبب الفسفور الأبيض في حروق شديدة ويمكن أن يؤدي إلى اشتعال النيران في المنازل، في حين أن استخدامه في المناطق المأهولة بالسكان غير قانوني. 

وعرفت المنظمة غير الحكومية في بيان نشر على موقعها على الانترنت الفوسفور الأبيض بأنه ”مادة كيميائية موزعة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، وتشتعل عند تعرضها للأكسجين.  

وينتج عن التفاعل الكيميائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية. وينتج عنه دخان خفيف وكثيف يستخدم لأغراض عسكرية، ولكنه يسبب أيضًا في إصابات مروعة عندما يتلامس الفوسفور مع الناس“. 

”ولا يعتبر سلاحًا كيميائيًا لأنه يعمل بشكل أساسي من خلال الحرارة واللهب وليس السمية. يمكن توصيل الفوسفور الأبيض عبر وسادات مبللة بالفوسفور وله رائحة "ثوم" مميزة“، يضيف البيان. 

ويستخدم الفسفور الأبيض بشكل رئيسي لإخفاء العمليات العسكرية الميدانية، بحيث يشكل عند إطلاقه ستارا من الدخان ليلاً أو نهارًا لحجب رؤية واكتشاف القوات العسكرية. 

كما أنه يتفاعل مع الأشعة تحت الحمراء وأنظمة تتبع الأسلحة، مما يحمي القوات العسكرية من الأسلحة الموجهة مثل الصواريخ المضادة للدبابات. 

في الانفجار الجوي، يغطي الفسفور الأبيض مساحة أكبر من الانفجار الأرضي، وهو فعال لإخفاء تحركات القوات العسكرية الكبيرة.  

ومع ذلك، فإن استعماله، ينشر تأثيرات حارقة على مساحة أوسع، وفي المناطق المكتظة بالسكان مثل غزة، فإنه يزيد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.  

عندما يكون السلاح في حالة انفجار، تكون منطقة الخطر أكثر تركيزًا وتستمر كثافة الدخان لفترة أطول. 

 وتعتمد سحابة الفسفور الأبيض على الظروف الجوية، لذا لا يمكن تحديد المدة التي ستبقى فيها في الهواء. 

ويمكن أيضًا استخدام الفسفور الأبيض كسلاح حارق. 

وذكرت”هيومن رايتس ووتش“ بأن القوات الأمريكية استخدمت الفسفور الأبيض أثناء معركة الفلوجة الثانية في العراق عام 2004 "لإخراج" المقاتلين المختبئين. 

وعن الضرر الذي يسببه الفوسفور الأبيض، فهو يسبب حروقًا شديدة، غالبًا في العظام، وهي بطيئة في الشفاء وتكون عرضة للإصابة بالعدوى.  

إذا لم تتم إزالة جميع شظايا الفسفور الأبيض، فإنه يمكن أن يجعل الجروح أسوأ بعد العلاج وتشتعل مجددًا عند تعرضها للأكسجين.  

غالبًا ما تكون حروق الفسفور الأبيض التي تصل إلى 10 بالمائة فقط من جسم الإنسان قاتلة. ويمكن أن يسبب أيضًا تلفًا في الجهاز التنفسي وفشلًا في الأعضاء. 

وتخضع الأسلحة الحارقة للبروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية. وقد انضمت فلسطين ولبنان إلى البروتوكول الثالث، في حين لم تصادق إسرائيل عليه. و يحظر البروتوكول الثالث استخدام الأسلحة الحارقة الملقاة جواً في "تجمعات المدنيين".

أخبار العالم العربي