"دولة سيناء " .. مخطط صهيوني خطير يضرب مصر وفلسطين

"دولة سيناء " .. مخطط صهيوني خطير يضرب مصر وفلسطين
أثار تهديد رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني بتغيير شكل الشرق الأوسط للأجيال القادمة، مخاوف من تصفية القضية الفلسطينية بمحاولات تغيير ديمغرافية القطاع من جهة وانتهاك السيادة المصرية بإقرار ما سمي بـ "دولة سيناء" من جهة أخرى، وفق وصف خبراء.

نقلت وسائل إعلامية عن مسؤولين سياسيين كبار في مصر قلقهم إزاء محاولات الاحتلال الإسرائيلي لدفع الفلسطينيين في غزة نحو حدودها في سيناء ضمن نزوح جماعي، مشيرين إلى أنّ السيادة المصرية ليست مستباحة.

ونقل مسؤولون رفيعو المستوى في القاهرة بأن دعوات النزوح الجماعي من غزة كفيلة بتفريغ القطاع من سكانه، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.

ويتزامن هذا القلق المصري مع دعوات صهيونية لسكان القطاع إلى مغادرة غزة باتجاه مصر، فمنذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، دعا نتنياهو أهالي القطاع لمغادرته فوراً دون الإشارة إلى الجهات المحتملة لمغادرتهم لها، مشيرا إلى أنّ الحرب التي يشنها جيشه ستغير من شكل الشرق الأوسط للأجيال القادمة.

فيما دعا الصحفي اليميني إيدي كوهين وبعده الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي أدرعي سكان غزة للهروب إلى مصر لإنقاذ حياتهم.

ويفهم من التحذير المصري بأن القاهرة لديها ما يؤكد سعي إسرائيل بضوء أخضر أمريكي لزج الفلسطينيين في غزة ونقلهم لسيناء كنازحين، وفق خبراء.

ولعل ما يثير المخاوف المصرية قصف سلاح الجو الصهيوني للمنطقة الحدودية الفاصلة بين غزة وسيناء، وكأنها إشارة من الاحتلال بنية فتح ممر إنساني لعبور الفلسطينيين نحو سيناء، في خطوة أولى خدمة لمخططات أخرى، عل أهمها محاولات تغيير الوضع الديمغرافي لغزة والمنطقة، يضيف المحللون.

وعزز من المخاوف تأكيد مصدر أمني في المقاومة الفلسطينية لـموقع "عربي بوست" بقوله إن القصف الذي شنه سلاح جو الاحتلال الصهيوني خلال اليومين الأخيرين على غزة يأتي في سياق سعي الاحتلال لفرض واقع سكاني وجغرافي جديد في القطاع.

وأوضح أنّ الكيان الصهيوني المحتل ينتهج سياسة الأرض المحروقة، انطلاقاً من مبدأ حصر سكان غزة في تجمعات الإيواء بعيداً عن المناطق الحدودية حتى لا تشكل غطاء واسناداً للمقاومة.

وأشار إلى إنشاء سلاح الجو عبر طائرات أف 16 حزاما ناريا امتد على مساحة 10 كيلومترات فور وصول النازحين لمناطق الإيواء وسط غزة.

وتستند سياسات الاحتلال الصهيوني إلى محاولات التغيير الديمغرافي للأراضي الفلسطينية كل مرة، عبر التهجير القسري للفلسطينيين بالطرق كافة مقابل استقدام قسري لليهود من دول العالم أجمع، باعتبار العاملين الجغرافي والديمغرافي العاملان الأساسيان في الصراع الذي تخوضه الحركة الصهيونية في فلسطين، حيث شهد التطور الديمغرافي والاجتماعي للشعب الفلسطيني اتجاهات غير طبيعة.

التغييرات الديمغرافية منذ 1914

تشير الدراسات عن التحول الذي أصاب المجموعات السكانية على أرض فلسطين التاريخية قبل إعلان ما يسمى " بدولة إسرائيل" عام 1948 وبعده، فلم تكن تتعدى نسبة اليهود من إجمالي سكان فلسطين 8% عام 1914 حسب تقدير الدولة العثمانية آنذاك.

بينما انخفضت نسبة السكان الفلسطينيين الأصليين من 92 % إلى 68.5 %، بالمقابل ارتفعت نسبة اليهود المستقدمين من عدة دول من 8 % إلى 31.5 % عام 1948.

ويعود هذا إلى تهجير وتشريد نحو مليون فلسطيني في 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب 1967، واقتراف العصابات الصهيونية عام النكبة أكثر من 51 مجزرة أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.

وتشير معطيات المجموعات الإحصائية الصادرة عن مكتب الإحصاء الفلسطيني في دمشق بأن مجموع اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا في عام 1948 قدر عددهم في أواسط عام 2002 بنحو 3973360 لاجئاً، وارتفع إلى 4.5 مليون عام 2005 بناء على معطيات تقارير الأونروا، بيد أن هناك تقديرات أخرى تصل إلى خمسة ملايين لاجئ.

وبلغ المجموع الكلي لعدد السكان في فلسطين عام 1986، 5.6 مليون نسمة منهم 3.5 مليون نسمة من اليهود، أي ما نسبته حوالي 63% من المجموع الكلي، فيما بلغ عام 1998 قرابة 8.09 مليون نسمة منهم 5.50 مليون نسمة من سكان الاحتلال الصهيوني أي ما نسبته حوالي 67.9%.

ويحاول الاحتلال خلال الإحدى عشر عاما الماضية المحافظة على الميزان الديموغرافي لصالحها على الرغم من ارتفاع نسبة النمو السكاني في الجانب الفلسطيني.

عدد الفلسطينيين في الوقت الحالي

رغم كل السياسات الاستيطانية والتصفية الممنهجة للفلسطينيين إلا أنّ الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في آخر إحصاء له صدر عام 2023، أكد أن عدد الفلسطينيين يُقدر بحوالي 14 مليونا و300 ألف، نصفهم موجودون في فلسطين التاريخية، فيما أحصى نحو 6 ملايين و400 ألف لاجئ، ما يشير الى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948.

ووفقا للجهاز، يشكل الفلسطينيون 50.1 بالمئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود 49.9 بالمئة.

واستنادا إلى سجلات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، قال جهاز الإحصاء في بيانه إنّ النكبة حولت غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان، حيث يوجد 569 فردا لكل كيلومتر مربع في الضفة الغربية و6019 في قطاع غزة نهاية 2022.

بالمقابل ووفقا لجهاز الإحصاء، بلغ عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية 483 موقعا في الضفة الغربية نهاية 2021، منها 151 مستوطنة و163 بؤرة استيطانية يسكنها نحو 719 ألفا و452 مستوطنا.

أخبار العالم العربي