هل تلغي مكاتب الصرف السوق الموازية بالجزائر ؟

هل تلغي مكاتب الصرف السوق الموازية بالجزائر ؟
صادق المجلس النقدي والبنكي الجزائري على قانون يسمح وللمرة الأولى في البلاد بإنشاء شبكة واسعة من مكاتب الصرف المعتمدة لتسهيل صرف العملات الأجنبية للمواطنين والسياح كخطوة لتحيد الأسواق الموازية التي سمحت بتسرب العملة لسنوات طويلة .

ويعتبر ملف فتح مكاتب الصرافة أحد أهم مشاريع الحكومة النظرا إلى أهميتها  في ترقية الاقتصاد المحلي ، في ظل العراقيل التي يمكن أن تواجهها من طرف المستفيدين من السوق الموازي،  لذا يتفق الجميع على أن هذه المكاتب هي الطريقة الوحيدة لوضع حد مما يطلق عليه" سوق السكوار" .

ويرى البرلمانيين الجزائرين  أن فارق السعر الذي يقارب نسبة 35% بين السوق الرسمية والسوق السوداء سيرجح كفة هذه الأخيرة ، في حال تطبيقها لاسيما وان الحكومة سنت العديد من القوانين في هذا الصدد  ،و لم تطبق  بما فيها قانون النقد والقرض لعام 2016  .

ويوضح  عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والتجارة والتخطيط بالمجلس الشعبي الجزائري "هشام صفر" لموقع "بزاف " ان هذه الخطوة جاءت متأخرة لتكون مثل "أول قطرة غيث  على الاقتصاد "  ، لكن تطبيقها يتطلب خطوات تدريجية ، مع وضع مخطط يحدد هامش الربح واحصائيات دقيقة عن العملة المسربة ، لاسيما وان حذف السوق السوداء بصفة سريعة ،  قد يسبب خلل في الاقتصاد الوطني .

 وأكد هشام ان هذه الخطوة طرحت حاليا بقوة ، نظرا لانهم بصدد مناقشة قانون المناطق الحرة، والدخول رسميا في المنطقة الإفريقية الحرة ، وهو ما قد يشكّل ثغرات تتيح تمرير مبالغ هائلة بالعملة الصعبة للسوق السوداء و الذي قد يفتح المجال للتجاوزات في مجال الصرف

وأوضح البروفيسور مراد كواشي لموقع  "بزاف "بان الدولة  تسعى إلى "التقليل من سطوة السوق الموازية  ، والتي بلغت المعاملات المالية فيها مستويات كبيرة جدا ، قد يضاهي في حجمه الاقتصاد الرسمي ، فلا يجب الاكتفاء بآلية واحدة متمثلة في مكاتب الصرف  ،  و انما تدعيمها بآليات  أخرى  تشجيعية بالنسبة للمتحكمين في السوق الموازية  ، وضخ ما يمكن داخل القنوات الرسمية في المقابل العمل على تطوير القنوات البنكية او السوق المالية خاصة البورصة  التي تعتبر " هيكل بلا روح"  وجعلها تلعب "دورها المحوري "  لامتصاص الكتلة النقدية في السوق السوداء وتوجيهها نحو الاستثمارات " .

وتستوعب سوق الصرف السوداء الناشطة في محافظات البلاد منذ عقود كتلة نقدية كبيرة يتم تداولها، قدرها الرئيس الجزائري  عبد المجيد تبون في وقت سابق ب 90 مليار دولار .

أخبار المغرب العربي