الجزائر: غياب رهيب للقضية الفلسطينية من أولويات العمل الدبلوماسي الدولي !

الجزائر: غياب رهيب للقضية الفلسطينية من أولويات العمل الدبلوماسي الدولي !
قال وزير الخارجية الجزائري، أحمد قطاف، إن الجزائر تدين الاعتداءات الاجرامية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتُكرر "مطالبتها الملحة بالتدخل الفوري للمنظمات والهيئات الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من شراسة العدوان الصهيوني".

وأفاد عطاف، في كلمة خلال أشغال الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية حول فلسطين، اليوم الأربعاء 11 أكتوبر، أن الأوضاع التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني تفرض على "الجامعة العربية المبادرة الفورية بتعبئة كل الهيئات الدولية المعنية، بما فيها الهيئات القضائية، من أجل ردع هذه السياسات والتصرفات والممارسات المقيتة، ووضع حدٍّ لها".

وشدد عطاف، على أن الأوضاع تفرض على المجتمع الدولي الاعتراف بجملة من الحقائق الصادمة التي لا مناص منها، لا سيما أن "الشعب الفلسطيني قد ضاق ذِرْعاً بحالة اللامبالاة الدولية أمام ما يعانيه من اضطهاد وظلم وطغيان، وأن الشعب الفلسطيني قد نفذ صبره بعد إضاعة أكثر من خمس وسبعين سنة في انتظار تمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة وغير القابلة للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

أما الحقيقة الثانية التي تراها الجزائر فتتمثل في الغياب الرهيب للقضية الفلسطينية من أولويات أجندة العمل الدبلوماسي الدولي الذي تنكَّر لمسؤولياته وتنصل لواجباته، والذي لم يسجل أي مبادرة جدية وجادة للسلام على مدار العقدين الماضيين.

وأضاف المسؤول الجزائري : "مما لاشك فيه، أن المجموعة الدولية غاب عنها صواب الاستنتاجات، حين خلصت، وبطريقة مغلوطة، إلى أن السلام في الشرق الأوسط لم يعد أولوية قصوى، أو انشغالاً بارزاً، أو حاجةً ماسة".

وتكمن الحقيقة الثالثة في التراجع الحاد لآفاق وفرص تجسيد حل الدولتين على أرض الواقع في ظل تواصل الاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية على أشلاء ساكنيها الفلسطينيين الأصليين.

إضافة إلى السياسات العنصرية المقيتة التي يواصل الاحتلال الصهيوني فرضها في مدينة القدس المحتلة وفي مساعيه الرامية لطمس هوية هذه المدينة المقدسة وتغيير الوضع القائم بها عبر تزوير الحقائق وتغيير المسميات، وبعبارة واحدة المشروع الكبير لتهويد القدس، يضيف عطاف.

وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، على أن الحقيقة الخامسة تظهر في المحاولات الواهمة والعبثية للفصل بين مسألتي السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، بشكلٍ يجافي الوقائع التاريخية والمرجعيات الرئيسية لحل الصراع العربي-الاسرائيلي، بما في ذلك قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي تؤكد كلُّها أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يبقى مرهوناً بضمان حلٍّ عادلٍ ودائمٍ ومستدامٍ للقضية الفلسطينية، حلٌّ ينصف الشعب الفلسطيني وينهي الإجحاف الذي طال أمده بحق شعبٍ أصيلٍ ومتأصل في أرضه.

ويشارك في هذه الأثناء، وزراء خارجية الدول العربية المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية في القاهرة، في أشغال الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية حول فلسطين.

ويأتي انعقاد هذا الاجتماع بطلب من دولة فلسطين، لبحث تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

أخبار المغرب العربي